منتديات امير الذوق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    تساؤلات عن مصيرهم !!!!

    avatar
    حبيب الحب


    عدد الرسائل : 86
    تاريخ التسجيل : 29/02/2008

    تساؤلات عن مصيرهم !!!! Empty تساؤلات عن مصيرهم !!!!

    مُساهمة من طرف حبيب الحب الأحد أغسطس 03, 2008 12:58 am

    " والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاء لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب، أو كظلمات في بحرٍ لجّي يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يرها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " (النور/39-40)

    تلك الأيات الكريمة هي أبلغ تعبير، بلغة التصوير الفني المفضلة في الأسلوب القرآني، عن المصير النهائي لأعمال الكافرين .. فهي مرّة تشبه السراب في خداعها وعدم حقيقتها، ومرة تشبه الظلمات في كونها باطلة وضالة وتفتقد لنور الحق، كما لاحظ ذلك الزمخشري في تفسيره " الكشاف " ..

    وهنا يثور سؤالٌ يتردّد دائما .. وهو هل يتوافق مع العدل الإلهي أن يكون ذلك هو مصير من أفنوا أعمارهم في خدمة البشرية، ومن اخترعوا المخترعات واكتشفوا المكتشفات وساهموا في ترقية حياة الإنسان وبناء حضارته المادية الصناعية ؟؟ أهكذا يكون مصير مخترع السيارة والطائرة والمصباح الكهربائي والبنسلين وأجهزة الكومبيوتر وحبوب الفياغرا ؟؟!!

    وطبيعي أن مصير كل فرد بيد الله، والأولى أن ينشغل كل إنسان بمصيره الخاص، ولا يحق الكلام عن شخص معين أهو في الجنة أو في النار حتى لا يكون تألّيا على الله .. ولكن العدل الإلهي أيضا يحاسب على النوايا وما تخفي الصدور، فالأعمال بالنيّات، ولا يُقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله، خاليا من شائبة الرياء والنفاق .. وإذا كان هؤلا المخترعين والعلماء قد أنجزوا مجهوداتهم في سبيل رضا الله تعالى فإن موازين العدالة الإلهية لن تخذلهم، وإن كانوا عملوا للإنسانية فقط، وفي سبيل ترقيها وإسعادها وتخفيف أوجاعها، أو للشهرة والخلود، فإن الإنسانية قد خلّدت سيرتهم ومجّدت ذكراهم، ووهبتهم الجوائر والتكريم، ودوّنت عنهم الكتب والمؤلفات، ونشرت آثارهم، وأطلقت أسماءهم على الشوارع والميادين .. وهكذا يكون الثمن قد وصل فأين الغبن والظلم ؟؟ ولماذا يتوقعون مثوبة من الإله وهو ليس واردا في بالهم أصلا ولم يكن عملهم خالصا لوجهه ؟؟ ولذلك يأتي التعبير القرآني الدقيق :" ووجد الله عنده فوفاه حسابه " مفاجاة عندما يجد الله الذي لم يحسب له حسابا ليوفيه الحساب على أعماله .. " لقد عملتً ليقال وقد قيل .. إنتهت الصفقة " كما يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله ..

    وإذا كان هذا هو مصير أعمال الكافرين فما هو مصير الكافرين أنفسهم ؟؟

    إن النصوص القرآنية صريحة بأنه " ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " (آل عمران/85) حتى لو قلنا إن الإسلام هنا هو بالمعنى الفلسفي وليس الاصطلاحي، أي إسلام الوجه لله، وأنه بتلك الصفه يطلق على جميع الأنبياء والرسل والرسالات السماوية في القرآن الكريم ..

    ولكن من هو الكافر ؟؟ هو بالتحديد غير المسلم .. وفي الحقيقة كل متديّن هو مؤمن بعقيدة وكافر بما يناقضها .. فالمسلم مؤمن بالإسلام وكافر بما يخرج عنه .. وفي القرون الوسطى كانت الكنيسة الكاثوليكية تطلق على المسلمين لقب " الكفرة والوثنيين ! " .. وعندما نقول عن المسيحي أو النصراني أنه كافر فالمقصود أنه كافرُ بالإسلام وليس بالله أو اليوم الآخر .. ومن أجل ذلك استخدم الدكتور يوسف القرضاوي مصطلحا محايدا وهو " غير المسلمين " كما في كتابه " غير المسلمين في المجتمع الإسلامي " ..

    ولكن هل يصحّ أن نقول إن جميع الكافرين ( أو غير المسلمين ) هم في النار، هكذا بدون تمييز ولا استثناء .. خاصة وأن تغيير الدين ليس من السهولة كما نتخيّل، وحتى لو اتخذ الإنسان قرارا حرّا بتبديل دينه فإن سنوات النشأة والتكوين النفسي والأخلاقي تكون على الدين والمذهب السائد في مجتمعه وأهله وبيئته .. بحيث تصدق كلمة بعض المفكرين ( وهو الدكتور ميلاد حنا ) بأن لا أحد لا يختار دينه أو لون جلده ..

    فيا ترى هل يصحّ القول، وسط كل تلك العوائق، إن حجة البلاغ قد قامت على غير المسلمين ؟؟ وما مصير من أمضى حياته باحثا عن الحق ثم مات قبل أن يهتدي للإسلام ؟؟ أو من لم تبلغه الدعوة ؟؟ أو بلغته ولكن قامت عوائق المعرفة أمامه من جهل باللغة وصعوبة العبارة، أو غير ذلك بحيث لم يستوعبها أو يدركها على حقيقتها ؟؟ أو من لم يسمع عنها إلا الشبهات والتشويهات ولم يتمكّن من التحقق من الأمر ؟؟ أو من مات قبل الدعوة ؟؟

    كل تلك القضايا تناولها علماء أصول الدين في مؤلّفاتهم الأصولية، وخاصة من علماء الكلام على المذهب السنّي الأشعري .. والعمدة في هذا الباب هي قول الله تعالى :" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " التي استنبطوا منها الحكم بنجاة " أهل الفترة " وهم الذين لم يعاصروا نبيّا أو لم يُبعَث لهم نبي، ومنهم عرب الجاهلية قبل الإسلام في الفترة ما بين عيسى ومحمد ..

    يقول الإمام عبد القاهر البغدادي في كتاب " أصول الدين " في إحدى الفقرات :" قال أصحابنا : إن الواجبات معلوم وجوبها بالشرع ، وقالوا فيمن كان وراء السد أو في قطر من الأرض، ولم تبلغه دعوة الإسلام ينظر فيه ، فإن اعتقد الحق في العدل والتوحيد وجهل شرائع الأحكام والرسل فحكمه حكم المسلمين، وهو معذور فيما جهل به من الأحكام، لأنه لم يقم به الحجة عليه ، ومن اعتقد منهم الالحاد والكفر والتعطيل فهو كافر بالاعتقاد وينظر فيه ، فإن انتهت إليه دعوة بعض الأنبياء عليهم السلام فلم يؤمن بها كان مستحقاً للوعيد على التأبيد ، ومن لم تبلغه دعوة الشريعة بحال لم يكن مكلفاً وليس له في الآخرة ثواب ولا عقاب .. "

    ولكن رغم كل ذلك فإن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ، والمصير قضية يجب أن تشغل كل عقل وكل ضمير إنساني حيّ، فلا يكون الإنسان غافلا في حياته يتمتع ويأكل كما تأكل الأنعام، ولا يسأل نفسه أبدا عن غاية الوجود الإنساني، ومن بدأت الحياة وإلى أين تنتهي ؟؟ وماذا وراء بوّابة الموت ؟؟ وما هي القيم والمعايير التي يلتزم بها، والنهج الذي يدير حياته ؟؟ وما هو الإيمان الذي يملأ شعوره ولا يشعره بالوحشة في جنبات هذا الكون الفسيح ؟؟ ..

    وصدق الله القائل :" إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئن من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون " (البقرة/62)

    بقيت إضافة أخيرة .. وهي عن مصير الأطفال المسلمين وغير المسلمين ومن مات قبل البلوغ .. ومن المعروف أن من شروط التكليف والثواب والعقاب العقل والبلوغ .. وقد خاض فقهاء المسلمين في مباحث العقيدة في مثل تلك الموضوعات باستفاضة .. وسوف نقتبس جوابا من الشيخ محمد صالح المنجّد على ذلك السؤال يكفينا مؤونة البحث والتحليل .. على هذا الرابط

    http://www.islamqa.com/ar/ref/6496
    البرنسيسة
    البرنسيسة
    عضو ماسي


    عدد الرسائل : 1018
    تاريخ التسجيل : 11/02/2008

    تساؤلات عن مصيرهم !!!! Empty رد: تساؤلات عن مصيرهم !!!!

    مُساهمة من طرف البرنسيسة الأحد أغسطس 03, 2008 6:31 am

    يسلموووووووو حبيب على الموضوع

    تقبل مروري

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 1:37 pm